طرق التعامل مع الطفل غير المركز
تعد مشكلة عدم التركيز لدى الأطفال من العقبات التي تواجه الاسر والمعلمين فى المدرسة. يؤثر عدم التركيز سلبًا على التحصيل الأكاديمي للطفل وكذلك القدرة على التفاعل الاجتماعي بشكل سليم. ولكن من خلال التعرف على الأسباب الكامنة وتطبيق بعض الاستراتيجيات المناسبة، يمكن مساعدة الطفل فى التغلب على هذه المشكلة وتحسين مهاراته في التركيز وتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياته، وهذا ما سوف نستعرضه فى طيات هذا المقال.
Image by jcomp on Freepik |
كيف نقيس تركيز الطفل
بعض الطرق والمؤشرات التي يمكن استخدامها لقياس تركيز الطفل:
الملاحظة:
يمكن البدء بملاحظة قدرته على التركيز على مهمة واحدة في المنزل، مثل تناول الطعام أو اللعب أو مشاهدة التلفزيون، ومعرفة مدى تشتت انتباهه بسهولة. ثم، التواصل مع المعلم لتقييم تركيز الطفل في المدرسة، ومدى قدرته على إكمال واجباته المدرسية والمشاركة في الأنشطة التعليمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة سلوك الطفل أثناء ممارسة الرياضة أو الألعاب أو القراءة أو أي نشاط آخر لتكوين صورة واضحة عن قدرته على التركيز في مختلف البيئات والأنشطة.
الاختبارات:
تتوفر العديد من الاختبارات المُعَدّة لتقييم قدرة الطفل على التركيز والانتباه، مثل اختبارات الكمبيوتر أو الألعاب المُصممة لقياس سرعة رد الفعل والانتباه, وكذلك بعض نتائج اختبارات الذكاء
المؤشرات السلوكية:
يواجه الطفل صعوبة في إكمال المهام أو الواجبات المدرسية، ويحتاج إلى تذكير أو مساعدة متكررة. يتشتت انتباهه بسهولة بسبب الضوضاء أو الحركة أو أي مثيرات خارجية أخرى، ويظهر سلوكًا مفرطًا في الحركة والنشاط، مما يجعله يجد صعوبة في الجلوس ساكنًا لفترة طويلة.
يفقد تركيزه أثناء ممارسة الأنشطة المختلفة، مثل اللعب أو القراءة أو مشاهدة التلفزيون، وينسى الأشياء بسهولة، ويواجه صعوبة في تذكر التعليمات أو المعلومات.
كما يجد صعوبة في اتباع التعليمات البسيطة، ويحتاج إلى إعادة شرحها مرارًا وتكرارًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يُظهر تأخرًا في التعلم مقارنة بأقرانه، ويُواجه صعوبة في استيعاب المعلومات أو المهارات الجديدة.
اسباب عدم التركيز لدى الطفل
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى قلة التركيز لدى الأطفال، وفيما يلي بعض الأسباب الشائعة:
- الضوضاء والتشتيت بسبب الأجهزة الإلكترونية: مثل التلفزيون، الهواتف الذكية، والألعاب الإلكترونية .
- الضوضاء المنزلية مثل الأصوات العالية أثناء التحدث، الموسيقى الصاخبة، وأصوات الأجهزة المنزلية وغيرها.
- الفوضى وعدم التنظيم في مكان الدراسة أو المذاكرة قد يشتت انتباه الطفل.
- الضوء الضعيف أو القوى جدًا يمكن أن يؤثر بالسلب على تركيز الطفل.
- الضغوط المدرسية كالواجبات المنزلية الكثيرة أو الامتحانات التى قد تسبب قلقًا مما يجعل التركيز صعبًا.
- التوتر في المنزل أو الخلافات العائلية والذى يمكن أن يؤثر على حالة الطفل النفسية.
- عدم وجود دافع لدى الطفل والذى قد يؤدى إلى ضعف الاهتمام بالمواد الدراسية.
- عدم وجود هدف أو رؤية واضحة للمستقبل قد يقلل من معدل تركيز الطفل.
- عدم الحصول على كمية كافية من النوم يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب وانخفاض القدرة على التركيز.
- اضطرابات النوم مثل الأرق أو النوم المتقطع يمكن أن تؤثر سلبًا على التركيز.
- نقص بعض العناصر الغذائية مثل الحديد أو الفيتامينات يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ.
- استهلاك الأطعمة الغنية بالسكر، والتى قد تسبب ارتفاعات وانخفاضات مفاجئة في مستوى الطاقة.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD وهو حالة شائعة لدى العديد من الأطفال
- الاضطرابات الأخرى مثل الاكتئاب أو القلق قد يؤثر على التركيز لدى الطفل.
- ضعف البصر أو الحاجة إلى ارتداء نظارة طبية.
- عدم القدرة على سماع التعليمات بشكل واضح بسبب وجود مشكلات فى السمع.
- تعرض الطفل للتنمر في المدرسة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حالته النفسية وقدرته على التركيز.
- قلة التفاعل مع الأقران قد تؤدي إلى الشعور بالوحدة وتشتت الانتباه.
- الانتقال إلى مدرسة جديدة؛ حيث عدم التكيف مع بيئة جديدة يمكن أن يكون صعبًا ويؤدي إلى تشتت الانتباه.
- التغييرات العائلية مثل الطلاق أو قدوم أخ جديد يمكن أن تسبب اضطرابات نفسية تؤثر على التركيز.
كيف نتعامل مع الطفل الذي لا يركز
تهيئة بيئة مناسبة
تقليل الضوضاء والإضاءة الساطعة واختيار مكان هادئ للدراسة أو اللعب. كما يُفضل تخصيص مكان ثابت للأنشطة التي تتطلب التركيز، مما يعزز الروتين ويساعد الطفل على الانخراط في المهمة بسهولة.
تنظيم الوقت
وضع جدول زمني يتضمن فترات مخصصة للدراسة واللعب والاستراحة. يساعد هذا التنظيم في تدريب الطفل على إدارة وقته بشكل فعال ويوفر له أوقات راحة تساعده على تجديد نشاطه.
تقنيات تعزيز التركيز
وذلك من خلال تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة، يشعر الطفل بالإنجاز ويصبح أكثر حماسًا لإتمام المهام. كما يمكن استخدام الألعاب التعليمية التي تتطلب التفكير والتركيز، مما يطور مهاراته بطريقة ممتعة وجذابة.
تعزيز الدافعية
يمكن من خلال تقديم مكافآت صغيرة عند إتمام المهام بنجاح واستخدام كلمات إيجابية لتحفيز الطفل يمكن أن يرفع من معنوياته ويزيد من ثقته بنفسه، مما ينعكس إيجابيًا على تركيزه وأدائه.
العناية بالاحتياجات الجسدية
يجب التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم واتباع نظام غذائي متوازن. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بتشجيع الطفل على ممارسة النشاط البدني بانتظام، مما يساعد على تنشيط الدماغ وتحسين القدرة على التركيز.
استشارة متخصص
في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة متخصص مثل طبيب الأطفال أو اختصاصي علم النفس لتقييم الحالة وتقديم الدعم المناسب. يمكن أن يقدم المختصون استراتيجيات وعلاجات مخصصة لمساعدة الطفل على تحسين تركيزه بشكل فعال.
فيتامينات لزيادة التركيز عند الأطفال
تلعب بعض الفيتامينات والمعادن دورًا هامًا في تعزيز وظائف الدماغ وتحسين التركيز والانتباه عند الأطفال، مثل فيتامينات ب1، ب6، ب12، ج، د، والمعادن مثل المغنيسيوم، الحديد، والأوميجا 3.
على سبيل المثال، فيتامين ب1 (الثيامين) يمكن العثور عليه في الحبوب الكاملة والمكسرات، وهو مهم لوظائف الأعصاب.
فيتامين ب6 (البيريدوكسين) موجود في البطاطا والموز ويساعد في إنتاج الناقلات العصبية.
فيتامين ب12 المتوفر في اللحوم ومنتجات الألبان ضروري لتكوين الخلايا العصبية.
فيتامين ج الموجود في الحمضيات يقوي جهاز المناعة ويحسن الامتصاص الغذائي.
فيتامين د الذي يمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس والأسماك الدهنية يلعب دورًا في صحة الدماغ.
المغنيسيوم، المتوفر في الخضروات الورقية والمكسرات، يساهم في تهدئة الأعصاب.
الحديد، الموجود في اللحوم الحمراء والبقوليات، ضروري لنقل الأكسجين إلى الدماغ.
الأوميجا 3 الموجود في الأسماك الدهنية يعزز نمو الدماغ ووظائفه.
ويمكن الحصول على هذه العناصر الغذائية من خلال نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، أو من خلال مكملات غذائية بعد استشارة الطبيب.
هل يوجد دواء للتركيز للاطفال؟
نعم، تتوفر بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج اضطرابات التركيز والانتباه عند الأطفال، مثل ريتالين (ميثيلفينيدات) وكونسيرتا (ميثيلفينيدات ممتد المفعول) وديكستروأمفيتامين (Adderall) وفوكاترين (فوكسامفيتامين).
ومن المهم التأكيد على أن هذه الأدوية يجب أن تُستخدم فقط تحت إشراف طبيب مختص، مثل طبيب الأطفال أو طبيب الأعصاب.
كما يجدر التنويه بأن هذه الأدوية ليست حلاً سحريًا، بل هي أداة تُساعد في تحسين أعراض اضطرابات التركيز والانتباه. يتطلب وصف أيّ دواء تقييمًا شاملاً لحالة الطفل لتحديد النوع المناسب والجرعة الملائمة.
تُستخدم هذه الأدوية عادةً إلى جانب العلاجات السلوكية والنفسية، مثل العلاج النفسي السلوكي، ويجب مراقبة الطفل بشكل دوري أثناء تناول الدواء للتأكد من فعاليته وسلامته.
كما قد تُسبب بعض الآثار الجانبية مثل الأرق وفقدان الشهية وآلام المعدة والصداع، لذا من الضروري إخبار الطبيب بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها الطفل قبل بدء العلاج.
خاتمة
في الختام، يمكننا أن نؤكد على أن مشكلة عدم التركيز لدى الأطفال ليست مستعصية على الحل. من خلال فهم الأسباب المحتملة وتطبيق الاستراتيجيات المناسبة، يمكننا مساعدة أطفالنا على التغلب على هذه المشكلة وتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتهم.